تنفس الحياة

تنفس الحياة

 

في ظل برودة الأجواء في موسم الشتاء يصبح انتقال العدوى بجميع أشكالها هو الحال الدائم بين الجميع، حيث تنتشر العدوى الفيروسية وتجتاح الأجواء لأن البرودة هي المناخ الأمثل للفيروسات والبكتيريا، وتنتقل العدوى وعادةً ما تتمركز في الجهاز الأهم لبقاء الإنسان على قيد الحياة وهو الجهاز التنفسي، وتشير أمراض الجهاز التنفسي إلى الاضطرابات التي تؤثر على الرئتين، والأعضاء التي تسمح لك بالتنفس، فقد تمنعك مشاكل التنفس الناتجة عن أمراض الرئة من الحصول على كمية كافية من الأكسجين، وتسبب لك ألمًا في الصدر. 

ولتكن على علم بأن الأمراض الصدرية والتنفسية لم تنحصر في العدوى الفيروسية أو البكتيرية قط ولكن يصاب بها من هم ذوي عادات سيئة مزمنة تؤثر تأثير بالغ على الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى قلة كفاءته وتعرضه لكثير من المضاعفات، ومن هنا فلنبدأ مقالنا الطبي لعدة أنواع وإصابات للجهاز التنفسي وسيتم تقسيم هذه الإصابات لنوعين تفصيليًا وهم:

1- الأمراض المعدية (العدوى الفيروسية أو البكتيرية)

وهو مصطلح عام، يصف مجموعة من الأمراض التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وتشمل الأنف والجيوب الأنفية والحنجرة والبلعوم والقصبة الهوائية والشعب الهوائية الكبرى. إن النموذج الأول من هذه الأمراض هو النزلة البردية وتشمل أمراض مثل "الإنفلونزا"، "الالتهاب الرئوي" ،" (COVID-19)"

  • الإنفلونزا

هي عدوى تنفسية تنجم عن فيروس يصل للجسم عن طريق الأنف أو الرزاز ومن الممكن أن تتلف الرئتين، وعادةً ما يتعافى الأفراد منها في غضون أيام قليلة بعد مواجهة بعض الأعراض المصاحبة لها مثل الرشح والكحة والتهاب الحلق، لكنها قد تمثل خطرًا على كبار السن، والأطفال الصغار، والنساء الحوامل، ومرضى الربو.

  • الالتهاب الرئوي

هو التهاب حاد في الرئتين قد ينجم عن البكتيريا أوالفيروسات أوالفطريات، ويسبب هذا الالتهاب تراكم السوائل في الرئتين، وقد يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الدم، ويعد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي هم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، أو تقل عن عامين، أو ممن يعانون من مشاكل صحية. 

  • متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)

وتحدث نتيجة إصابة الرئتين بمرض خطير ومفاجئ، مثل: فيروس كورونا المستجد COVID-19)) وهو فيروس يهاجم ويؤثر تأثير بالغ على الجهاز التنفسي والرئة وقد يصل إلى تليفات، وقد يحتاج مرضى الضائقة التنفسية الحادة إلى التنفس عبر جهاز التنفس الصناعي حتى تتعافى رئتهم.

  • التهاب الشعب الهوائية الحاد

وتحدث هذه الحالة المفاجئة للممرات الهوائية داخل القصبة الهوائية بسبب انتقال فيروسًا ما إلى الجسم مما يؤدي لإلتهاب الشعب داخل الرئة وصعوبة التنفس بشكل طبيعي ويتطلب في هذه الحالة الراحة التامة.

  • التليف الكيسي

 تنتج هذه الحالة عن تكرار الإصابة بالتهابات مستمرة للرئة نتيجة عدوى فيروسية مما يساعد في تكوين كثير من المخاط الصعب إزالته من القصبات الهوائية.

2- الأمراض الغير معدية

ولا تقل هذه الأمراض خطورة عن الأمراض المعدية التي تصيب الرئة، بل قد تتفوق في مدى خطورتها في بعض الأحيان، كما أن بعضها يكون مزمناً بالنسبة لبعض الحالات ويتطلب علاجاً مستمراً على المدى البعيد.

·        الربو

وهو من الأمراض الشائعة التي تصيب الرئة وتسبب مشاكل في التنفس بشكل دوري، ويصيب هذا المرض جميع الأعمار، عادةً في مرحلة الطفولة، إلا أنه قد يصيب البالغين في مراحل حياتهم المختلفة إذا تعرضوا للعوامل المساعدة على الإصابة به.

لا يوجد حالياً علاج دائم للربو، ولكن هناك العديد من العلاجات والأدوية التي تمكنك من السيطرة على أعراض الربو حتى لا يؤثر على حياتك بشكل سلبي.

وتشمل أعراض الربو صعوبة التنفس والأزيز وانقطاع النفس والكحة وقد تتفاقم الأعراض لبعض الأحيان لتصل إلى أزمة ربو مؤقتة تتطلب تناول العلاج على الفور للسيطرة على أعراضها.

·        سرطان الرئة

يبدأ السرطان عندما تنمو خلايا الجسم وتتحول بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وعادةً ما يكون الشخص المدخن هو الأكثر عُرضة للإصابة، ولكن في بعض الحالات يصيب هذا المرض غير المدخنين أيضاً. وتزداد فرص إصابة الفرد بسرطان الرئة بناءاً على المدة التي قام فيها بالتدخين وعدد السجائر التي حظى بها. إن أقلعت عن التدخين، حتى بعد التدخين لسنوات عديدة، يمكنك أن تقلل وبنسبة كبيرة من فرص إصابتك بهذا المرض.

وتختلف طرق العلاج باختلاف مرحلة السرطان والصحة العامة للمريض، كما أنها تعتمد أيضاً على اختيار المرض ومدى استعداده لتلقي نوع علاج معين، وعادةً ما تشمل طرق العلاج الجراحة لاستئصال الأورام السرطانية والتعرض للعلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي. يقوم الطبيب بوضع خطة العلاج الأكثر ملائمة لكل حالة.

كيف تحمي جهازك التنفسي من الأمراض؟

تتقدم الرئة في السن مثل القلب والمفاصل وجميع أجزاء الجسم الأخرى، حيث يمكن للرئة أن تصبح أقل مرونة وتفقد قوتها بمرور الوقت، مما يجعل عملية التنفس أكثر صعوبة. ولكن لا تقلق، يمكنك اتباع بعض العادات الصحية التي تساعد على الحفاظ على صحة الرئة على المدى البعيد، وهذه العادات تشمل:

·        التوقف عن التدخين. حيث أنه من أكثر الأسباب المؤدية لسرطان الرئة. عادةً ما يحتاج الإقلاع عن التدخين لعدة محاولات، لا تيأس إن لم تأت أولى محاولاتك بالنتيجة المرجوة واستمر في المحاولة حتى تتخلص من هذه العادة السيئة تماماً، بالتأكيد سيقوم أفراد عائلتك وأصدقائك المقربين بدعمك طوال الوقت.

·        ممارسة التمارين الرياضية لزيادة قدرة وسعة الرئة. عندما تمارس التمارين الرياضية ينبض قلبك بشكل أسرع، الأمر الذي يؤدي لاحتياج الجسم للمزيد من الأكسجين، وهنا يأتي دور الرئة التي تتوسع وتعمل بجهد أكبر لتوفير الكم المناسب من الأكسجين، وبمرور الوقت تصبح العضلات بين القفص الصدري أكثر قوة وتصبح الرئة أكثر تحملاً للجهد مما يجعلها أكثر صحة. يمكنك البدء بالتمارين الرياضية البسيطة مرة في الأسبوع وزيادة الوقت وعدد الأيام عندما تصبح أكثر استعداداً لعمل المزيد من المجهود.

·        تجنب التعرض للملوثات بأنواعها. بإمكان الرئة مقاومة الملوثات في السن الصغير ولكن هذه القدرة تقل مع مرور الوقت والتقدم في السن مما يجعلنا أكثر عُرضة للعدوى والالتهابات، لذا ننصحك بتجنب الملوثات بقدر الإمكان وزيارة الأماكن المفتوحة بشكل دوري للتمتع بالهواء الطلق والأشجار والنباتات، وإن كان عملك يُعرضك للكثير من العوادم والملوثات حاول أخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب أكبر قدر ممكن من الضرر، مثل ارتداء الماسكات المخصصة لمنع العوادم من الدخول إلى الرئة.

اتباع هذه النصائح سوف يساعد جهازك التنفسي على اكتساب مناعة أكبر مما سيجعل إصابته بالأمراض أمر غير محتمل، لذلك حاول أن تقوم بتطبيق هذه النصائح في حياتك اليومية لكي تتمتع برئة صحية تتنفس الحياة وتنعم بكل ما فيها دون أي قلق، دمتم بصحة وسعادة.